فى سنة ١٩٩٩ كنت مقيم فى دولة أفريقية إسمها (جيبوتى) ، فى الفترة دى قامت حرب أشبه بحرب الشوارع بين أفقر دولتين فى العالم، أثيوبيا وإريتريا ، كانت بسبب طمع أثيوبيا فى إستعمار كام كيلو متر من إريتريا عشان توصل للبحر الأحمر ، كان نتيجتها واللى شوفته بنفسى هو نزوح الأثيوبين من نار الحرب، كانوا فى بلدهم فقراء وأنتقلوا الى الفقر المدقع بسبب نزوحهم للدول المجاورة واللى منها جيبوتى.



 الأثيوبيين كانوا مش لاقيين الرغيف الحاف ، لك أن تتخيل أسر بالكامل مشردة، إقامتها فى الشوارع، وإعاشة كاملة حرفيا ، كان مشهد إنك و أنت معدى تلاقى حد بيغتسل منهم فى الشارع منظر طبيعى جدا ، الفته عينيك من كتر تكراره. بعد سنوات طويلة من الحرب وفى سنة 2000 وقعوا على إتفاقية سلام وترسيم للحدود ، بس بعد إيه، بعد ما أنهكت أثيوبيا قوى نفسها ، إنتهت بعد ما بعض التقارير قالت إن القتلى وصل ل ١٠٠ ألف لكل طرف وأنفقت اثيوبيا ملايين الدولارات (أغلب الميزانية) ، والغريب إنه كمان دون تحقيق أى مكاسب. تخيل أن أثيوبيا عندها ١٢ نهر (غير البحيرات) و الشعب عطشان ، معظمه بيشرب من بقايا الآبار مياة ملوثة ، وحكومة أثيوبيا بتفكر تولد كهرباء من السد.


                                
  طاب ما الأولى يوزع المياة العذبة ، ولا التنمية بتكون فى قطاع واحد بس !! للأسف ، أثيوبيا مش بتتعلم من أخطائها ، ولا فى الحقبة الحديثة شوفنا أى ملامح لإدارة رشيدة أو من يجيد تقدير وقراءة الموقف بصورة جيدة. رئيس الوزراء الأثيوبى حصل على نوبل "للسلام" السنة اللى فاتت، وده يؤكد لك من خلال مشاهدة المشهد الحالى وطريقة التفاوض أن الجائزة للأسف فقدت رونقها ومعناها، ومعدتش بتروح لمن يستحقها أحياناً. ومع إستمرار التعنت الأيام الجاية حيثبت الحكمة اللى بتقول "وجنت على نفسها أثيوبيا" ، من جديد.
Ayman ramadan
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع رهف للمعلومات .

جديد قسم : حروب مجهولة

إرسال تعليق